استقبال العام الجديد 1444 هـ
1444 خطوة في طريق النجاح
في استقبال العام الجديد ينبغي أن تقدم لنفسك كشف حساب عن العام الماضي من عمرك، ولابد أن تثير مع نفسك سيلاً من الأسئلة وأنت تغادر هذا العام، فمشاعر العام الماضي لا ينبغي أن تظل داخلك وتحملها وأنت على أعتاب عام جديد حتى لا تصبح عبئا عليك.
فهل سأل أحدنا نفسه.. أينَ هو؟ وماذا قدَّم؟ وما هيَ مخطَّطاته؟ وماذا يريد؟ ألا تكفي الأعمالُ الارتجاليةُ دون تخطيط أو تفكير؟ ألا يكفي الانشغالُ بالمهمِّ عن الأهم؟
والسؤال للأفراد– هل وضعنا لأنفسنا خطة نسير عليها؟ وهل قمنا بتقييم ما فعلناه خلال عامنا الذي مضى؟
التخطيط ببساطة هو أن يعرف الشخص أين هو؟ وإلى أين سيذهب؟ وكيف سيذهب؟ وهو لا يحتاج إلى خبراء، لابد أن أعرف بعد فترة عام ماذا سأكون بعد هذه الفترة؟ وأين سأكون؟
إن التخطيط عملية لابد منها فمن يفشل في التخطيط فهو في الحقيقة كأنما يخطط للفشل
وبعد البدء في التخطيط يواجه بعض الناس ما يعرف بـ “مرحلة الأمان” وهي المقاومة الداخلية للتغيير، فيصبح الشخص من داخله غير مقتنع بالتخطيط ويريد أن يعود لروتينه ولحياته الطبيعية، وهي مرحلة خطيرة جداً على الإنسان، ويصبح يسأل نفسه بشكل متكرر، لماذا أخطط فهناك الكثير من الناس نجحوا من غير خطة؟
..
والحقيقة أن كل استراتيجيات النجاح تقول: كل الناجحين اتفقوا وساروا على خطىً ثابتة، منها التخطيط، وإدارة الأولويات، وعملوا كل شيء باتزان.
وحتى لا يحبط الإنسان لابد أن تتسم الخطط بالمرونة، كما أن خطة إنسان معين من الممكن ألا تتناسب مع آخر، ولا بد أن يكون للشخص رسالة وهدف في الحياة خاص به تبنى عليه الخطة، وإذا لم يتوفر الهدف لن تكون هناك خطة.
ولابد أن يضع المسلم نصب عينيه أن من صفات المسلم الحق أن يكون عالي الهمة، رفيع الرغبة في تحقيق معالي الأمور التي تنفع صاحبها في الدارين، فهو لا يرضى بالدون إذا كان قادراً على تحقيق المعالي، ولا تطاوعه نفسه على أن يكون في مؤخرة الركب وهو قادر على أن يكون في المقدمة.
لن يطرق أحد بابك كي يقول لك: انهض وانطلق وخطط ونفذ فأنت أمل الوطن لابد أن تعرف ما الذي تريده؟ وما الذي تطمح إليه في الحياة؟
ضع لك هدفا في الحياة، ولا تتنازل عن تحقيق ذلك الهدف، وابتعد عن المحبطين.
وكما يقال “ثمن النجاح يدفع مسبقاً”، أي لا بد أن تدفع من وقتك ومالك وجهدك حتى تنجح، وألا تضع نفسك وسط الزحمة مع الأشخاص العاديين الذين يعيشون ليأكلوا ويتزوجوا ويناموا.
كي تصبح ناجحا ومؤثرا لابد من عمل وتضحية وتعب وليكن هذا العام خطوة في طريقك إلى النجاح