التعلم باللعب
التعلم لا يقتصر على الفصول الدراسية ووجود معلمين فهناك أشياء قد لا يتعلمها الطفل في حجرة الصف، ولا يستطيع أن ينقلها ويعلمها له المعلم، لذلك فالتعلم مرحلة مستمرة من الطفولة إلى الشيخوخة.
التعلم باللعب إحدى تلك الطرق التي يكتسب الطفل بها عدة معارف ومهارات وممارسات تتعلق بالجوانب الاجتماعية والوجدانية والبدنية والصحية.
يعتبر اللعب مطلبا حيويا للحياة السوية لأبنائنا وبناتنا في مراحل الطفولة المتعاقبة حيث جميع الناس سواء أكانو صغارًا أم كبارًا يلعبون ويميلون للعب للاستمتاع وقضاء وقت يشعرون فيه بالمتعة والفرح والسعادة.
إذًا ما هو اللعب؟
هو نشاط داخلي تلقاني يقوم به الفرد بمحض ارادته بعيدا عن الإجبار والإكراه.
أو
هو نشاط حر موجه أو غير موجه يقوم به الفرد من أجل تحقيق التسلية وهذا بدوره ينمي القدرات العقلية والنفسية والجسدية والوجدانية.
فاللعب يختلف عن اللعبة، ويمكن أن توضح ذلك بأن اللعب هو مجموعة من الأنشطة وتركيبة من الفعاليات المنظمة أو غير المنظمة التي يمارسها الفرد سواء أكان ذلك يشكل فردي أو جماعي ولتحقيق ذلك لا بد أن يسير اللعب وفق قواعد متفق عليها من قبل الأفراد الذين يمارسونه ولا بد لمن الذي يمارس اللعب أن يتكون لديه شعور بالمتعة.
اللعبة هي نشاط أو عمل إرادي يؤدى في حدود زمان ومكان معينين حسب قواعد موضوعة من سابق، ومقبولة وموافق عليها من قبل الممارسين.
يمكن أن يتم تقسيم أصناف اللعب إلى:
- لعب يقوم على التحدي والمنافسة.
- لعب يقوم على الصدفة (العشوائية).
- لعب يعتمد على التمثيل والتقليد.
- لعب يقوم على الاستثارة والرغبة.
فاللعب بطبيعة الحال ينمي عدة جوانب لدى الفرد خصوصا الطفل منها الجوانب الاجتماعية والتي تكمن في تكوين العلاقات بين أقران الطفل وتعلم بعض السلوكيات الاجتماعية أثناء اللعب مثل احترام ومراعاة ادوار الآخرين واحترام أفكارهم وتنمية روح التعاون.
وفي الجانب المعرفي يتعلم الفرد وخصوصا الطفل بعض المعلومات التي سترسخ في الذهن منها قواعد اللعب المحددة وتحديد عناصر الفوز والعمل على تحقيها ومعرفة عناصر الخسارة وتجنبها.
وفي الجوانب تحقيق الرغبة الجسدية للحركة وتحسين مراحل النمو في مختلف المراحل العمرية، واكتشاف بعض المشاكل الجسدية التي يمكن تلافيها وعلاجها في وقت مبكر حتى لا تتضاعف.
وفي الجوانب الوجدانية ينمى لدى الطفل المشاعر والتي قد ترتبط باللعب منها مشاعر الحب والزعل والفرح والخوف والشجاعة والحزن والسعادة والتحدي والاستسلام والفوز والخسارة، وكل هذه المشاعر تنمي من شخصية الطفل في مراحله العمرية.
أخيرا فاللعب مصدر فرح وسرور للجميع وخصوصا الأطفال لذا يؤخذ بالاعتبار إعطاء الطفل فرصة للعب واكتشاف الذات سواء أكان اللعب بشكل منظم أو عشوائي فالأهمية في اللعب هو التعلم ولن يأتي هذه إلا باللعب وعندها تتكون أسئلة عند الطفل وتأتي إجابة تلك الأسئلة عن طريق اللعب والاندماج فيه لمعرفة إجابات الأسئلة، وهذا هو إحدى الطرق التي تبنتها مدارسنا في أن يكون الطالب ذا لسان سؤول وقلب عقول.
بقلم احمد باعبيد
المراجع:
◇كتاب علاج الأطفال باللعب -كلارك موستاكس ، ترجمة /د.عبدالرحمن سيد سليمان – دار النهضة العربية.
◇سيكولوجية اللعب وأثرها في تعلم الأطفال -د.نبيل عبدالهادي/دار وائل للنشر والتوزيع.