كيف يكون التقويم معبرا حقيقيا عن مستوى الطالب؟
إن استخدام الاختبارات من مختلف الأنواع كأدوات لتقويم ميول الطلبة واتجاهاتهم ودرجة تأقلمهم الاجتماعي والشخصي وذكائهم وتحصيلهم الأكاديمي، هو إجراء شائع ومعمول به في الأوساط التعليمية
إن على الأساتذة أن يقوموا ببناء الاختيارات من نوع أو آخر وذلك من أجل مساعدة طلابهم على التمكن من المواد التي يدرسونها، وعليهم استخدام مجموعة مختلفة من الاختبارات (Standardized) في سبيل تنفيذ وظيفتهم التي هي تعليم الناشئة.
إن القاعدة الأساسية في قياس أي شيء هو التعرف إلى طبيعته. ولقد شدد التربويون منذ زمن بعيد على أهمية الأهداف التربوية ومدى تحققها. فإذا ما تم تحديد هذه الأهداف وتم توجيه عملية التعلم والتعليم نحو تحقيقها، فإن النواتج تصبح قابلة للقياس. إن هذا الفصل سوف يتم بحثه من خلال المنطق. إن محاولة قياس أشياء غير محددة الأهداف هو بمثابة عمل ضائع بالنسبة لكل من المعلم والتلميذ. إن مسألة تحديد الأهداف لأغراض التقويم كان مدار اهتمام المجتمع وخاصة إدارات المدارس والمعلمين والآباء والطلاب. فإذا كان المطلوب معرفة مدى تحقق هذه الأهداف (Objectives)، فإن استخدام بعض أشكال القياس يصبح أمراً ضرورياً، ولسوء الحظ، فقد اختلط في تفكير بعض القائمين على شؤون التعليم فكرة عامة مفادها أن التقويم هدفه الوحيد هو إعطاء علامات للطلاب. وكنتيجة لذلك، فإن القياس Measurement من أي نوع ينظر إليه في ظل المدرسة كشر لابد منه. فإذا ما كتب للعلامات والتقديرات أن تزول فجأة من عالم المدارس، فإن ذلك يقلل من ضرورة القياس فيها. إن معرفة النتائج من المعروف أنها من الأمور التي تسهل عملية التعلم، ونتائج القياس من الممكن أن تزودنا بهذه المعرفة وبطريقة موضوعية. إن هذا الهدف وحده يجعل من استخدام المقاييس في المدارس ضرورة ملحة..
عملية التقويم أيضاً إلى تطوير تعلم الطلبة وتحسينه ورفع تحصيلهم بالاستناد إلى ما يتم التوصل إليه من تغذية راجعة (Cronbach, 1984, Cangelosi, 1990).
وتستند عملية التقويم على المسلمة التي مفادها أن العملية التربوية عملية منظمة ومتتابعة ومتسلسلة، تهدف إلى التأكد مما تحقق من أهداف، وتزويد المعلم ببيانات عن أدائه؛ بهدف تحسين إجراءات تدريسه، وتطوير تعلم الطالب.
وبذلك تكرس كل الإمكانات المتوافرة بهدف تعرف الأداءات التدريسية، واختبار تعلم الطلبة، وصيانة العملية وتزويدها بعناصر استمرار الأداءات الناجحة، وسحب الأداءات الفاشلة؛ من أجل زيادة كفاية العملية التدريسية وتحسينها.
لذلك تكون عملية التقويم عملية استمرارية، تبدأ منذ بداية الموقف التدريسي وتستمر طوال الموقف التدريسي؛ حتى يتم التوصل إلى اقتراحات وبرامج من أجل تحسين العمل اللاحق وتطويره (Cronbach, 1984, Mehrens and Lehmann, 1991).
ويقوم التقويم بالحكم على مدى فاعلية أسلوب تعليم خبرة جديدة، أو ممارستها، أو منهاج بهدف تطويره وتحسينه. لذلك يربط بعضهم عملية التقويم بعملية تثمين (Valuing) النتائج (قطامي وقطامي، 2001).
ويمكن وضع إطار عام يوضح العلاقة بين عملية القياس والاختبار، والتقويم. فعملية القياس هي العملية التي يتم فيها التخطيط للحصول على بيانات ودلالات رقمية سواء أكان قبل إجراء العملية، بما تتضمنه من جدول مواصفات وتحديد نسب الأوزان، أم بعد إجراء الاختبار، وبفضل هذه الدلالات الرقمية يمكن الوصول إلى أحكام تتعلق بالعمل التربوي الأكاديمي الجامعي المتعلق وتحصيل الطلبة، وممارسات وإجراءات المدرس، ثم يمكن بناء خطة لتطوير هذه النتاجات (Out – comes) بهدف زيادة ورفعة مستواها. (Wiersman and Jurs, 1985, 5 Cooper, 1994).
الاختبار يشكل الوسيلة التي عن طريقها نصل إلى دلالات رقمية عن مدى تحقق الأهداف التحصيلية، وفي عملية التقويم يتم إصدار الحكم تبعاً لما وفرته بيانات القياس المترتبة على إجراء الاختبار، الذي يتصف بدرجة موثوق بها عن درجة تحقيق الأهداف التحصيلية المرصودة، ثم بناء خطة لاحقة من أجل تحسين وتطوير التعلم والتعليم.
أهمية التقويم وأغراضه:
1/ يعمل على دفع الطلاب نحو المذاكرة والتحصيل.
2/يساعد على تعرف مدى تقدم الطلبة ونموهم.
3/ يسهم في معرفة مقدار ما حصله الطلبة من المادة الدراسية.
4/ يحدد مدى وصول الطلبة إلى المستوى المطلوب.
5/ يزودك بالأدلة اللازمة لتحسين تعلم الطلبة.
6/ يزودك بنظام ضبط لكيفية التعلم.
7/ يساعد المدرس على معرفة استجابة الطلبة للتعلم وإفادتهم من طريقة التدريس. .
منقول بتصرف من موقع مهارات النجاح ورابط المقال الأصلي
https://sst5.com/Article/2085/31/%D8%AA%D9%82%D9%88%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9